سجلت كوريا الجنوبية أعلى عدد من حالات الانتحار منذ أكثر من عقد من الزمان، حيث أقدم ما يقرب من 14439 شخصًا على الانتحار في عام 2024. ويمثل هذا الرقم المذهل أكبر زيادة منذ عام 2011، على الرغم من الجهود المستمرة لخفض معدل الانتحار في البلاد.
يعني الرقم الإجمالي أنه في المتوسط، مات حوالي 40 شخصًا منتحرًا كل يوم في العام الماضي. بلغ معدل الانتحار، الذي يقيس الوفيات لكل 100000 شخص، 28.3 – وهو أعلى مستوى له في 11 عامًا. تشير هذه الأرقام إلى عكس الانخفاض الذي شهدناه في العقد الماضي.
انخفض عدد حالات الانتحار إلى حوالي 13000 حالة في السنوات السابقة، حتى أنه انخفض إلى أقل من ذلك في عامي 2017 و2022. ومع ذلك، شهد عام 2023 ارتفاعًا حادًا، واستمر في عام 2024.
كان عدد حالات الانتحار بين الرجال أكثر من ضعف عدد حالات الانتحار بين النساء، حيث بلغ 10341 حالة مقابل 4098 حالة. وكان الارتفاع أكثر بروزًا بين الرجال في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات من العمر، وخاصة في الربع الأول من العام. ووفقًا لتقرير صادر عن يونهاب، يشير الخبراء إلى أن التغطية الإعلامية لانتحار المشاهير ربما ساهمت في الارتفاع، إلى جانب عوامل مثل الصعوبات الاقتصادية، وشيخوخة السكان، والآثار المتبقية لجائحة كوفيد-19.
واستجابة لذلك، تعمل الحكومة على استراتيجيات جديدة للحد من معدل الانتحار، بهدف خفضه إلى النصف في غضون العقد المقبل. في يناير/كانون الثاني، التقى المسؤولون بممثلين من جميع المقاطعات والمدن السبع عشرة لمناقشة الدعم المستهدف للمجموعات المعرضة للخطر، بما في ذلك أولئك الذين حاولوا الانتحار سابقًا وأسرهم.
مع زيادة حالات الانتحار لمدة عامين متتاليين، تتزايد المخاوف بشأن ما إذا كانت كوريا الجنوبية قادرة على معالجة مثل هذه الأزمة بشكل فعال. ومن المتوقع أن تصدر الحكومة إحصاءات نهائية في سبتمبر/أيلول، والتي ستوفر مزيدًا من التبصر في حجم المشكلة وفعالية تدابير الوقاية الجارية
